هل يعود مدمن المخدرات إلى حالته الطبيعية حقاً؟
واو! إذا كان هناك شيء يعتبر معقد مثل الإدمان، فهو حقًا رحلة طويلة وصعبة. إن العودة إلى الحياة الطبيعية بعد الإدمان ليست أمرًا سهلاً، ولكن يمكن أن تكون ممكنة. من تجربتي الشخصية، أستطيع أن أخبركم أن الأمور ليست بالبساطة التي قد يتوقعها الكثيرون، لكن مع الجهد المطلوب والإرادة القوية، يمكن للمدمنين أن يستعيدوا جزءًا كبيرًا من حياتهم السابقة.
أوقف التعاطي: كيف تبدو البداية؟
- أنا لست طبيبًا، لكنني رأيت الكثير من الأشخاص الذين حاولوا التغلب على الإدمان. كل شخص لديه قصة خاصة به، ولكن المشاعر غالبًا ما تتشابه. يمكن أن تكون البداية مؤلمة، حيث تعاني من أعراض الانسحاب. هذا الجزء يمكن أن يكون الأكثر قسوة على المدمنين.
- أذكر صديقي « أحمد » الذي قرر أخيرًا أن يتخلص من الإدمان. كان يعاني من صداع مستمر، توتر شديد، وقلق. حتى أنه كان يعتقد أنه لن يتمكن من تجاوز هذه الفترة. لكن بعد بعض الوقت، بدأت الأمور تتحسن.
- تظهر الأبحاث أن الدماغ يحتاج وقتاً ليعود إلى طبيعته بعد التوقف عن تناول المخدرات. اعتقدت في البداية أن الأمر قد يستغرق شهورًا، لكن بفضل المعلومات التي حصل عليها أحمد، عرف أن الأمر قد يستغرق من 14 شهرًا إلى سنة.
المراحل التي يجب على كل مدمن اتباعها
في حياتي كمعلم، التقيت بعدد من الشباب الذين قاموا بزيارة مراكز العلاج. كانت مراكز مثل « قويم » تشهد على نجاح الكثير من الناس في تجاوز الإدمان. لكن، ماذا حقًا يحدث داخل هذه المراكز؟
- سحب السموم: يتم إعداد المرضى للتخلص من السموم التي تراكمت في أجسامهم. قد يكون هذا أصعب جزء.
- التأهيل النفسي: بعد سحب السموم، يأتي التأهيل النفسي والسلوكي، والذي غالبًا ما يكون محور التعافي.
- جلسات الدعم: يتلقى المتعافون جلسات منتظمة مع مختصين، مما يعزز من فرص بقائهم بعيدين عن المخدرات.
عودة العقل والإفرازات الكيميائية
العلم يقول أن المخ يحتاج إلى وقت للشفاء. وأنا أؤمن بذلك. فكلما كانت مدة الإدمان أطول، كانت مدة التعافي أبطأ. يعود العقل لطبيعته، لكن ليس قبل أن يرمم نفسه. هل تعلمون أن الدماغ يمكنه أن يتجدد؟ التأثيرات العصبية، تُظهر أن المخ يمكنه أن يعيد بناء خلاياه التالفة.
- أحد زملائي كان يشكو دائمًا من مشاكل في الذاكرة، لكن بعد عام من التعافي، بدأ يتذكر حتى الأشياء التي نسيها منذ فترة طويلة.
- كما تم إجراء بعض الأبحاث حول الدوبامين، هذه المادة الكيميائية التي تجعلنا نشعر بالسعادة. الأمور تعود إلى طبيعتها، لكن قد يستغرق الأمر من 14 شهرًا لعودة مستوياتها إلى ما كانت عليه.
الجسم والعلاج
إذا كنت تسأل عن الحالة الجسدية بعد الإقلاع عن المخدرات، فهي قصة أخرى. يمكن أن يستغرق الشفاء بالفعل من عام إلى عامين. شخصيًا، شهدت كيف أن جسم الشخص يحتاج حقًا إلى وقت للتعافي. كنت دائمًا أقول « الجسم هو ما تصنعه منه ».
- الكبد: أكثر الأعضاء تأثرًا. وفي حالات كثيرة، يمكن أن يتعرض للإصابة بسبب المخدرات. ومع العلاج المبكر، لديه القدرة على التعافي. لكن ماذا لو ترك الأمر للصدفة؟ الأمراض مثل تليف الكبد يمكن أن تصبح معقدة.
- القلب: العضو الآخر الذي يمكن أن يتأذى بشدة من المخدرات. ممارسات الحياة الصحية أصبحت ضرورية.
استراتيجيات للحفاظ على التعافي
أثناء فترة تعافي الشخص، يجب أن نتذكر أنه قد يحتاج إلى دعم مستمر. يمكن أن تكون هذه الطرق مفيدة:
- المشاركة في مجموعات الدعم. أشعر أن تجربة الحديث عن الأمور تمنح الشخص إحساسًا بأنه ليس وحده.
- تجنب المحفزات. من المهم الابتعاد عن الأوضاع التي قد تُعيد الشخص إلى طريق الإدمان.
- البحث عن أنشطة جديدة. العودة إلى الأنشطة التي تستمتع بها تُغني حياتك، وتُبقيك بعيدًا عن التفكير في الماضي.
أمل وتجديد
العبرة هنا هي الأمل وتجديد الحياة. لا أريد أن أكون مثاليًا في الحديث، لكن تأكد: المدمن يمكنه أن يعود إلى حياة طبيعية بعد العلاج. لكن قد تحتاج هذه الرحلة إلى تغييرات كبيرة، سواء في نمط الحياة أو في الدوائر الاجتماعية.
إذا كان لديك أحد أحبائك في موقف مشابه، شجعهم على البحث عن علاج. كم من مرة رأيت الأمل يتجلى في عيون شخص بعد أن انتشل نفسه من الإدمان؟ المراحل قد تكون شاقة، ثم تأتي تلك اللحظات السعيدة عندما ترى الشخص يبتسم مرة أخرى. لذا، لا تفقد الأمل!
فقط أوصي بأن تبدأ هذا الطريق، فاستعادة الحياة ليست سهلة، لكنها تستحق كل جهد.
